انطلقت، اليوم الاثنين 27 فبراير 2023، بمراكش، أشغال المؤتمر الدولي لأمن الطيران المدني، الذي تنظمه إدارة أمن النقل الأمريكية والمنظمة العربية للطيران المدني، بمشاركة كبار مسؤولي الطيران المدني، وخبراء يمثلون 15 دولة من الشرق الأوسط وافريقيا، لتقاسم الممارسات الفضلى والتجارب، وتحديد المداخل الأساسية لبلورة خارطة طريق مشتركة تقلص من حجم التهديدات.
وسيتوقف المشاركون خلال هذه الندوة المنظمة على مدى خمسة أيام، عند مختلف القضايا المرتبطة بمنظومة الطيران ومنظومة الدفاع الجوي المحمولة والمتفجرات والمخاطر البيولوجية التي تحف بمنظومة الدفاع الجوي والهجومات السيبرانية، والعمل على وضع خطط فعالة للتصدي لمخاطر هذه التهديدات، واستعراض آخر الحلول المبتكرة المتصلة بأمن الطيران المدني، وكذا التهديدات القائمة وتدابير التخفيف، لاسيما في الممارسات الصناعية المرتبطة بالأمن السيبراني.
وفي كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية لهذه الندوة، أشاد جيسن شوابل المدير الإقليمي بإفريقيا والشرق الأوسط ممثل إدارة أمن النقل الأمريكية، بتنظيم هذا اللقاء الإقليمي، الذي يتيح فرصة لتقاسم الخبرات والتجارب وتقوية الكفاءات والمعارف، من خلال نقاشات بناءة ومثمرة حول موضوع هام وذي راهنية.
وأوضح أن تنظيم هذه الندوة يأتي في سياق يعرف فيه مجال الطيران المدني على المستوى الدولي مجموعة من التحديات والرهانات المرتبطة بالسلامة والأمن الجويين، مذكرا بالشراكة المتميزة التي تجمع المملكة المغربية بالولايات المتحدة الأمريكية، من خلال الالتزام المتبادل من أجل دعم مختلف المبادرات المرتبطة بالأمن والسلام الإقليميين.
ودعا جيسن شوابل إلى تعزيز التعاون على المستوى الاقليمي والعالمي وتبادل الخبرات والتجارب في مجال الأمن السيبراني بقطاع الطيران المدني، من أجل ضمان تحصين القطاع ضد التهديدات والمخاطر في أفق تأمين نقل جوي آمن وسليم ومنتظم، مؤكدا أن الطيران المدني نظام معقد ويظل عرضة للهجمات السيبرانية التي قد تكون لها آثار اقتصادية مدمرة.
من جانبه، أكد عبد النبي منار المدير العام للمنظمة العربية للطيران المدني، على أهمية التعاون والعمل الجماعي وترجمة الجهود بين مختلف الأطراف المعنية من أجل مواجهة التهديدات المتصلة بمجال الأمن السيبراني.
وأوضح منار أن تنظيم هذه الندوة يجسد المعنى العميق للعمل الإقليمي المشترك بين الدول والمنظمات الإقليمية، ويحقق بذلك التكامل الإقليمي وتعزيز الأمن بما يتماشى مع مبادئ الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن الترابط بين الأهداف الإستراتيجية لمنظمة الطيران المدني الدولي وأجندة 2030 للأمم المتحدة حول التنمية المستدامة، هو إقرار بوجه خاص أن الطيران السالم والآمن والترابط العالمي من شأنه المساهمة أساسا في التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
وشدد منار، على ضرورة وضع معايير جديدة تتعلق بدعم الأمن السيبراني لمنظومة الطيران، بعد تنامي مخاطر الأمن السيبراني بمجال الطيران، والتنبؤ بزيادة الهجمات على المنظومة السيبرانية لمنظومة الطيران، والمساهمة بفاعلية في الجهود والتدابير الواسعة النطاق التي تقوم بها منظمة الطيران المدني الدولي والدول الاعضاء في تنفيد القرارات الصادرة عن الجمعية العمومية للاياكاو، خاصة تنفيذ الخطة العالمية لامن الطيران المدني.
ويتضمن أشغال هذا المؤتمر الدولي، مجموعة من المواضيع البالغة الأهمية، تهم على الخصوص، سبل حماية الطيران المدني من التهديدات ، منها الهجمات الالكترونية والطائرات بدون طيار، والهجمات الكيماوية والبيولوجية والمتفجرات وغيرها.