سطات
عزيز بلعيادية
في ظل معاناتهم اليومية مع التنقل لمتابعة دراستهم ، فإن طلبة الگارة المسجلين بجامعة الحسن الأول بسطات ، يطالبون الجهات المعنية بتعزيز حافلة النقل الجامعي الوحيدة المتوفرة بحافلة ثانية على الأقل ، وكذا بإعادة النظر في البرمجة الزمنية المعتمدة ، إذ يستيقظ الطلبة والطالبات قبل السادسة صباحا للتمكن من اللحاق بالحافلة ، ثم ينتظرون لساعات طوال في الخلاء بمدينة سطات ، خاصة وأن العودة بعد الإنتهاء من التحصيل تكون غالبا بعد السادسة مساءا ، ما يعني 12 ساعة من العناء .
وتأتي هذه الطلبات الملحة بعد معاناة دامت لسنوات ولا يزال يتجرع مرارتها المئات من الطلبة الحاليين ، وذلك بسبب الاكتظاظ المهول الذي يعاني منه هؤلاء الطلبة ، والذين يجدون أنفسهم مرغمين على التكدس داخل حافلة وحيدة إناثا وذكورا وبأعداد كبيرة تفوق طاقتها الإستيعابية ، مما يجعلها تتعرض مرارا وتكرارا للأعطاب ، وهو ما يحشر الجمعية المشرفة في غياب انخراط جاد ومسؤول لشركائها ، في وضع صعب لا تحسد عليه ، وذلك رغم قيامها بمجهودات جبارة من أجل تدبير هذا الملف الحساس بالشكل الصحيح والمناسب .
في هذا السياق فلقد بات موضوع النقل الجامعي يؤرق الطلبة والطالبات ويثقل كاهل الأسر يوميا ، ناهيكم عن أزمة الكراء خاصة أمام محدودية الطاقة الاستيعابية للحي الجامعي ، واستقبال جامعة الحسن الأول بمدينة سطات للطلبة من مختلف مدن المغرب ، وذلك نظرا لتوفرها على تخصصات مرغوب فيها ، كالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير ، بالإضافة إلى العلوم والتقنيات ، ناهيكم عن شعبتي الاقتصاد والقانون.
هذا ولقد اعتمد الطلبة الغاضبون أولا طريق الحوار والتواصل ، وذلك عبر طرق جميع الأبواب التي تمكنوا من الوصول إليها ، وهم يلوحون اليوم في حال عدم تحقيق هذا المطلب الضروري ، بتنظيم وقفات احتجاجية واعتصامات واسعة ، يمكن أن تنتهي بمقاطعة طلبة الگارة والنواحي للدراسة بشكل تام إلى حين الإستجابة لمطلبهم المشروع .
هذا ولقد أجمع الطلبة ، على مطالبة الجهات المسؤولة بالتدخل الفوري لتصحيح الوضع ،وبضرورة العمل على تجاوز العوائق التي تحول بين الطالب وحقه في تلقي العلم ، وهو ما يفرض على المسؤولين توفير الظروف السليمة للتحصيل ، وذلك لن يتأتى إلا بالرفع من عدد الحافلات ومراجعة البرمجة والأثمان حتى تكون في متناول جميع فئات المجتمع.