الرئيسية سلايدر شهادات مؤثرة في حفل تأبين فقيد الواجب بمحكمة الاستئناف بسطات المستشار عبد الواحد كريمي

شهادات مؤثرة في حفل تأبين فقيد الواجب بمحكمة الاستئناف بسطات المستشار عبد الواحد كريمي

14 مارس 2021 - 10:17
مشاركة

بديع الزمان حمدي
أقيم بمحكمة الاستئناف بسطات، يومه الخميس 11 مارس الجاري، حفل تأبين لفقيد الواجب المستشار عبد الواحد كريمي، نائب الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف بسطات، ورئيس الغرفة العقارية وغرفة الأحوال الشخصية، بالإضافة إلى التقرير في قضايا غرفة المشورة المدنية وقضايا غرفة المشورة الجنحية، والذي توفي في دجنبر الماضي إثر إصابته بفيروس كورونا المستجد، وذلك وفاء واحتراما وتقديرا وتكريما لروح الفقيد.
وقد حضر حفل التأبين عضوين من المجلس الأعلى للسلطة القضائية، الأستاذ حسن أطلس والأستاذ حسن جابر، و الرئيس الأول بمحكمة الاستئناف سطات مصطفى أيت الحلوي، و رئيس المكتب الجهوي لودادية القضاة، و وكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف عبد الهادي زحل، و وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بسطات زين العابدين لخليفي، و نقيب هيئة المحامين وكافة المسؤولين القضائيين بالدائرة الاستئنافية ومستشاري محكمة الاستئناف ونواب العامين بها وعدد من القضاة وموظفي العدل بسطات وكذا رئيس المكتب الجهوي وبعض أعضاء المكتب الجهوي، ورئيس المكتب المحلي لودادية موظفي العدل، كما حضر بعض وزوجة الفقيد وأبنائه وشقيقيه ووالي الأمن السابق الحاج الحايلي بعض فعاليات المجتمع المدني وممثلين عن وسائل الإعلام.
وبدأ التأبين بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم والوقوف دقيقة حداد على روح الراحل، وإلقاء مجموعة من الشهادات في حق الفقيد من أسرة العدل باستئنافية سطات التي كانت مؤثرة ومعبرة تم من خلالها استحضار بفخر واعتزاز خصاله الحميدة وأخلاقه المثالية بشرف وتقدير، وعمله الجيد بكل تفان و مسؤولية.
وخلال كلمة له في حفل التأبين، قال الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف بسطات أنه بتاريخ 5/12/2020 رزئت هذه المحكمة الاستئنافية ومعها محاكم دائرتها القضائية في قامة قضائية كبرى وهو نائب الرئيس الأول المستشار المرحوم عبد الواحد كريمي، الذي وافته المنية من جراء فيروس كورونا، وأن وفاته المفاجئة خلفت أسا عميقا لدى كل العاملين بقطاع العدالة ليس فقط بدائرة هذه المحكمة الاستئنافية ولكن كذلك في نفوس منتسبي العدالة بمختلف محاكم المملكة لما كان يتميز به هذا القاضي سواء من ناحية السلوك ولا من جانب الأخلاق.
مضيفا إن الفقيد عبد الواحد كريمي حاصل على الإجازة في فرع القانون الخاص من كلية العلوم القانونية والاقتصادية بالدار البيضاء في يونيو 1986، وانخرط في السلك القضائي بنجاحه في مباراة الملحقين القضائيين خلال سنة 1987، وبعد قضائه مدة التدريب بالمعهد العالي للقضاء التحق في سنة 1989 قاضيا بالمحكمة الابتدائية بواد زم في انتظار صدور قرار التعيين من المجلس الأعلى للقضاء آنذاك، وليتم تعيينه نائبا لوكيل الملك بالمحكمة الابتدائية ببني ملال خلال سنة 1992، وانتقل بهذه الصفة إلى المحكمة الابتدائية بابن أحمد في سنة 1994 التي قضى بها مدة أربع سنوات إلى غاية 1998 لينتقل بصفة قاضي الحكم إلى المحكمة الابتدائية بسطات، وفي سنة 2000 تم تعيينه مستشارا بهذه المحكمة الاستئنافية التي أدى فيها مهامه مستشارا مقررا في القضايا العقارية وفي قضايا الأحوال الشخصية، ولتسند إليه بعد ذلك في سنة 2004، رئاسة الغرفة العقارية وغرفة الأحوال الشخصية، بالإضافة إلى التقرير في قضايا غرفة المشورة المدنية وقضايا غرفة المشورة الجنحية، وأصبح ابتداء من سنة 2015 ينوب عن الرئيس الأول بهذه المحكمة الاستئنافية قضائيا وإداريا بترأسه جلسات غرفة المشورة المدنية وغرفة المشورة الجنحية نيابة عن الرئيس الأول وأن هذه النيابة كرست بمقتضى المقرر الذي اتخذه المجلس الأعلى للسلطة القضائية في اجتماعه المنعقد بتاريخ 24/10/2017 بتعيينه نائبا للرئيس الأول لمحكمة الاستئناف بسطات.
وتابع الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف إن جميع النظريات التقيمية التي خطها كل واحد من المسؤولين القضائيين الذين عمل المرحوم تحت إشرافهم بشتى المحاكم السابقة الذكر كلها جد إيجابية ويمكن تلخيص هذه الملاحظات التقيمية من ناحيتين الجانب السلوكي والأخلاقي والجانب العملي، فمن ناحية السلوك والأخلاق تميز الفقيد بأخلاق عالية، وأنه يتمتع بسمعة طيبة داخل العمل وخارجه، ودماثة الأخلاق، وحسن الأخلاق والسمعة، وأنه يتمتع بسمعة حسنة وأخلاق فاضلة، وأخلاق حسنة ومن ناحية أداء العمل فالفقيد كان عنصر ذو كفاءة وقدرة في عمله، يتمتع بتكوين حسن، يقوم بالأعمال المسندة له بكامل الجد والنشاط التقاني، ويمتاز بالجدية والاستقامة والنزاهة والنشاط في العمل، ومعلوماته القانونية جيدة، يتوفر على صفات القاضي المستقيم، ويتميز بالانضباط وبالنشاط والحيوية والمثابرة في العمل وله مؤهلات قانونية وقضائية، ونشيط ومثابر في أداء عمله، ويمتاز بتكوينه القانوني الرصين خاصة في ميدان العقار وبالتفاني والتضحية في العمل، كما كان يتوفر على رصيد ممتاز في الميدان المعرفي العقاري ويؤدي عمله بكل جدية ومثابرة ويتفانى في القيام بواجبه، واكتسب رصيدا قانونيا وصنعة قضائية في ميدان القضايا العقارية ويؤدي مهامه في انضباط وبكل نشاط وحيوية.
وأردف الرئيس الأول أن وبالإضافة إلى هذه النظريات فإن الفقيد كان في أدائه لمهامه يحترم آداب وتقاليد مهنة القضاء ووقاره، وعلاقته مع زملائه القضاة ومساعدي القضاء والمتقاضين كانت جد جيدة ألبسه كل ذلك سمعة طيبة مفعمة بالتقدير والاحترام سواء داخل المحكمة أو خارجه، وأن وفاة هذا القاضي المتميز تركت أسا عميقا لدى كل العاملين بقطاع العدالة بدائرة هذه المحكمة الاستئنافية.
قال الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بسطات عبد الهادي زحل ، في كلمة له أنه” بمناسبة إطلاق اسم المرحوم المستشار على قاعة الاجتماعات بهذه المحكمة والتي جمعتنا مع المرحوم في مناسبات ولقاءات عديدة، فاسم المرحوم عبد الواحد كريمي سيبقى منقوشا في قلوبنا وفي أذهاننا ومخيلاتنا ، نظرا لما كان يتصف به المرحوم من أخلاق فاضلة وطيبوبة نادرة وابتسامة صادقة على محياه، وذكريات جميلة جمعتنا معه .”
وتابع الوكيل العام للملك قائلا في حقه :”هذه المبادرة الطيبة جاءت بإجماع من كافة فعاليات أسرة العدالة بهذه الدائرة القضائية، من قضاة ومحامين وموظفين، نظرا لما كان يحظى به المرحوم من تقدير وحب من طرفنا جميعا، وما حضوركم اليوم إلا دليلا صادقا آخر على مدى الحب والتقدير اللذين تكنونهما للأستاذ عبد الواحد كريمي، وقد ابتغينا جميعا من هذه المبادرة ليبقى اسم المرحوم في قلوبنا وأذهاننا كما قلت ، ولكن أردنا أن يبقى اسمه يتردد على ألسنتنا وكل من دخل إلى هذه المحكمة وألسنة كل من سيأتي من بعدنا .”
وخلال كلمة لرئيس المكتب الجهوي للودادية الحسنية باستئنافية سطات عمر الكاسي التي كانت عبارة عن رسالة للفقيد قال” شاءت الأقدار أن لا تنصرم هذه السنة البئيسة بماسيها وآلامها، ولا تتبدد أنفاسها الأخيرة إلا برحيل علم من أعلام القضاء بهذه الدائرة الاستئنافية ورجلا من رجالاته الأفذاذ الذي قلما جاد الزمان بأمثاله المشهود له بالكفاءة والنزاهة والمهبة، ولم أملك عندما بلغني الرزء إلا أن أدعو الله أن يرحمك ويغفر لك ويرفع درجتك في المهديين، وأن ينزلك منازل الشهداء الصديقين وأن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة وأن يلهمنا وأهلك وذويك الصبر والسلون”.
مضيفا رئيس المكتب الجهوي للودادية في كلمته” يرتجف القلم وتدمع العين، وأجد غصة في الحلق كلما هممت أن أخط في حقك بعض الأسطر، وهي بكل تأكيد لن تفيك حقك، مهما سمت اللغة وتعالت المترادفات ولكن امتداد الآثار واتصال الأخبار بعد الممات لهو أعظم ما يدخره الإنسان لأخيه الإنسان… عرفتك يا صديقي العزيز، أثناء ممارسة القضاء بهذه المدينة، وعندما غشاك البصر منذ البدايات الأولى لمست فيك خصالا كريمة عز اجتماعها في شخص واحد، وإن الذاكرة لتحفظ لك عدة مواقف أبانت عن عراقة أصلك، ونفاسة معدنك، ودماثة خلقك، فلم تزل بك القدم يوما إلى المواضع التي تغيب فيها الحلم ويضيع فيها الرشاد، كنت بحق رجل رسالة كرس حياته لمهنة القضاء وأخلص لمبادئها ولازال إلى حد كتابة هذه الأسطر صوتك الهادئ يتردد على مسامعي، قديما قيل لكل امرء من اسمه نصيب، وحقا فإنك تحمل من أسمك كل صفاته، نعم، لقد كنت كريما بأخلاقك، كريما بتواضعك، كريما في عطائك، كريما في اجتهادك كريما في تفانيك في العمل والجد والمثابرة.”
وأضاف الرئيس الجهوي للودادية الحسنية” نحن نودعك اليوم نبكي أسفا عندما يغيب الموت عنا أمثال هؤلاء الرجال، رجال زرعوا بين الناس حلما وسماحة وكرما وتواضعا، ومبعث الأسف أن يعز النظير ويفتقد البديل، ستبقى خالدا في ذاكرتنا إلى أن نلتقي معا في ضيافة الرحمن…” وأردف” وأنني وأنا أخط هذه الأسطر، فإنما أخططها عن رجل أعرفه، لا أنقل عن كتاب فأعزو إليه أواثق حديثي منه، ولكن أغمس قلمي في عاطفة شدتني إليك لما رأيته فيك من رجولة وكرم وفضل وتواضع ولما عرفته عنك من صراحة ونبل واستقامة وترفع عن الصغائر وعدم المبالاة بما ينبهر به غيرك من سفاسف الدنيا الزائلة فعشت كريما ومت عزيزا، نعم فارقتنا في غفلة لم يكن أحد منا يتوقعها وكانت تلك إرادة الرحمن”
وقال شقيق الفقيد المصطفى كريمي في كلمة له بالمناسبة”لقد كانت ولادة المرحوم الأستاذ كريمي عبد الواحد مثيرة للجدل بحيث كانت الأم تعاني من مرض يستدعي الابتعاد عن الحمل وحاولت بجميع الوسائل إجهاضه، لكن القدر شاء أن يخرج للوجود ويكون أخر أبنائها وأعزهم، شب وترعرع كباقي إخوانه بقبيلة أولاد سعيد دوار عربية العركوب جماعة الحوازة دائرة سطات”
وأردف شقيقه خلال كلمته” بدأ دراسته الابتدائية بمدرسة أولاد علال وأتمها بمدينة سطات سنة 1975، ومن ثمة انتقل إلى ثانوية سيدي بنور المختلطة، وفي سنة 1977 انتقل إلى مدينة خنيفرة وسجل بالثانوية الجديدة هنالك وأمضى فيها سنتين بحيث كان تلميذا عند أستاذه وأخيه كريمي المصطفى، وفي سنة 1979 حط الرحال بثانوية ابن عباد بسطات حيث حصل على البكالوريا أداب عصرية سنة 1981 وبعدها سجل بكلية الحقوق والعلوم القانونية بالرباط وحصل فيها على الإجازة في القانون الخاص بأعلى معدل في تاريخها الشيء الذي جعله من المتفوقين الذين استقبلهم المغفور له الحسن الثاني بالقصر الملكي بالرباط وفي السنة الموالية التحق بسلك القضاء وهو الحقل الذي مارس فيه حتى وافته المنية كنائب أول لرئيس محكمة الاستئناف بسطات وكرئيس للغرفة العقارية.”
وفي كلمة وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بسطات زين العابدين الخليفي والكاتب العام بالنيابة بالودادية الحسنية للقضاة قال فيها:”في هذا اليوم الذي نقيم فيه حفلا تأبينيا بمحكمة الاستئناف من تنظيم محكمة الاستئناف والمكتب الجهوي للودادية الحسنية للقضاة نودع فيه أخا وزميلا عزيزا علينا كان قاضي ، قاضي”الإنسان” قاضي المادة العقارية بامتياز، احد أعلام وهامات القضاء الذي أبلى البلاء الحسن في ميدان القضاء العقاري، التي كانت قراراته يضرب بها المثل، وكانت اغلبها تؤيد أمام محكمة النقض”.
وتابع وكيل الملك قائلا في حقه :”خلف وفاة الأستاذ كريمي حزنا عميقا لدى قضاة الدائرة الاستئنافية لما كان يتوفر عليه من خصال حميدة وسمعة طيبة وتفاعل إنساني مع جميع فعاليات المجتمع المدني والقضاة والموظفين ،حقيقة شكلت وفاة الأستاذ كريمي خسارة للقضاء المغربي عموما ولقضاة الدائرة الاستئنافية بسطات على الخصوص”.
وأوضح زين العابدين أن “وفاة المستشار كريمي خلفت حزنا عميقا لدى قضاة الدائرة الاستئنافية بسطات على الخصوص، بل شكلت خسارة للقضاء المغربي عموما، باعتباره كان قاضيا إنسانا في المادة العقارية بامتياز، حتى باتت قراراته يضرب بها المثل، وأغلبها تؤيد أمام محكمة النقض”.
وأردف وكيل الملك قائلا :” رمزيات إطلاق قاعة من القاعات الاجتماعات بمحكمة الاستئناف، وقاعة من قاعة الاجتماعات بمحكمة الابتدائية له أكثر من دلالة ورمزية، وان هذا القرار لم يأتي من المحكمة فقط ،ولكن بعد ترخيص الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية وكذا وزير العدل، بعدم ممانعتهما ، بل موافقتهما الأكيدة على هاته التسمية، التي ترمز إلى أن هذا الشخص كان شخصا غاليا على القضاء، وقد أبلى البلاء الحسن ، واقل ما يمكن عمله تخليدا لاسمه هو تسمية قاعتين بكل من محكمة الابتدائية و الاستئنافية باسم قاعة المرحوم عبد الواحد كريمي.