الرئيسية سلايدر قواسم مشتركة بين خطاب امير المؤمنين وقداسة البابا أسسها تخطي الحوار الى العمل المشترك والملموس لصالح البشرية جمعاء

قواسم مشتركة بين خطاب امير المؤمنين وقداسة البابا أسسها تخطي الحوار الى العمل المشترك والملموس لصالح البشرية جمعاء

30 مارس 2019 - 22:01
مشاركة


بقلم الحاج نجيم عبد الاله السباعي
فعلا فقد كان خطاب أمير المؤمنين التاريخي بمناسبة الزيارة البابوية للمغرب وكذا خطاب قداسة البابا فرنسيس ، لهما عدة قواسم مشتركة تريد ان تتجاوز الحوار الى العمل المشترك والملموس لصالح البشرية جمعاء في عالم لم يعد يعير للسلام وللأخلاق أي معيار .
حيث قال امير المؤمنين في خطابه مايلي :

“لقد استغرق الحوار القائم على “التسامح” وقتا ليس بيسير، دون أن يحقق أهدافه.”
إن القيم الروحانية ليست هدفا في حد ذاتها، بقدر ما تدفعنا إلى القيام بمبادرات ملموسة. فهي تحثنا على محبة الآخر، ومد يد العون له.”انتهت فقرة الخطاب

وهدا قول شجاع وواقعي يضع أصحاب القرار على الصعيد الدولي أمام مسؤولياتهم الإنسانية والاجتماعية وكذا السياسية .
وفي نفس المنحى وكأن الرجلين قد تضامنا على منهج موحد يقول البابا في خطابه كذلك ما يلي :
وهذا تحد علينا أن نواجهه جميعا، خصوصا في هذا الزمن الذي قد تتحول فيه الاختلافات وسوء الفهم المتبادل، إلى أسباب للسجال والتشرذم”، مؤكدا أنه، ومن أجل المشاركة في بناء مجتمع منفتح وتعددي ومتضامن، يتعين تطوير ثقافة الحوار وتبنيها باستمرار وبدون تراجع، كدرب ينبغي إتباعها، وتبني التعاون المشترك كسلوك، والتعارف المتبادل كنهج ومعيار.
ويضيف قداسة البابا خلال كلمته ما يلي :
زيارتي للمغرب “تشكل جسرا طبيعيا بين قارتي إفريقيا وأوروبا”، للتأكيد على ضرورة توحيد الجهود من أجل إعطاء دفع جديد لعملية بناء عالم أكثر تضامنا، وأكثر التزاما في الجهد النزيه والشجاع والضروري لحوار يحترم غنى وخصوصيات كل شعب وكل شخص.انتهت فقرة خطاب البابا .
واكد امير المؤمنين الملك محمد السادس على ذلك وقال في خطابه الكريم أمام قداسة البابا ما يلي :
“وبصفتي ملك المغرب، وأمير المؤمنين، فإنني مؤتمن على ضمان حرية ممارسة الشعائر الدينية. وأنا بذلك أمير جميع المؤمنين، على اختلاف دياناتهم.
وبهذه الصفة، لا يمكنني الحديث عن أرض الإسلام، وكأنه لا وجود هنا لغير المسلمين. فأنا الضامن لحرية ممارسة الديانات السماوية.
وأنا المؤتمن على حماية اليهود المغاربة، والمسيحيين القادمين من الدول الأخرى، الذين يعيشون في المغرب”انتهت فقرة الخطاب .
ومن اجل تكسير جميع الحواجز وتحمل المسؤولية بشجاعة قال قداسة لبابا :
” إن الأمر يتعلق بظاهرة لن تحل على الإطلاق من خلال بناء الحواجز، ونشر الخوف من الآخر أو رفض مساعدة من يطمحون بطريقة مشروعة إلى تحسين أوضاعهم وأوضاع عائلاتهم.
وأضاف أن إرساء أسس سلام حقيقي، يمر عبر البحث عن العدالة الاجتماعية، التي لا مفر منها من أجل تصحيح الخلل الاقتصادي والسياسي الذي كان وما يزال عنصرا أساسيا للتوتر وعامل تهديد بالنسبة للبشرية بأسرها.” انتهت فقرة البابا
وبنفس التوجه والاحساس بالمسؤولية والرغبة في مد اليد من اجل مجتمع كريم تسوده العدالة قال امير المؤمنين الملك محمد السادس :

“إن لقاءنا اليوم يرسخ قناعة مشتركة، مفادها أن القيم التي ترتكز عليها الديانات التوحيدية، تساهم في ترشيد النظام العالمي وتحسينه، وفي تحقيق المصالحة والتقارب بين مكوناته.
وبصفتي أمير المؤمنين، فإني أرفض مثل قداستكم، سلوك اللامبالاة بجميع أشكالها.
كما أحيي شجاعة القادة الذين لا يتهربون من مسؤولياتهم، إزاء قضايا العصر الكبرى.”انتهت فقرة الخطاب
وحول الصورة القاثمة للعنف الأعمى الذي يسود العالم قال قداسة البابا :
إن المسيحيين فرحون بالمكانة التي خصصت لهم داخل المجتمع المغربي. إنهم يريدون أن يقوموا بدورهم في عملية بناء أمة متضامنة ومزدهرة، وهم حريصون على الخير العام للشعب.انتهت الفقرة .
وبنفس الخصوص وبقلب مفتوح ومنهج تاريخي للدولة العلوية الشريفة جاء في خطاب أمير المؤمنين امام قداسة البابا ما يلي :
“بصفتي ملك المغرب، وأمير المؤمنين، فإنني مؤتمن على ضمان حرية ممارسة الشعائر الدينية. وأنا بذلك أمير جميع المؤمنين، على اختلاف دياناتهم.
وبهذه الصفة، لا يمكنني الحديث عن أرض الإسلام، وكأنه لا وجود هنا لغير المسلمين. فأنا الضامن لحرية ممارسة الديانات السماوية.
وأنا المؤتمن على حماية اليهود المغاربة، والمسيحيين القادمين من الدول الأخرى، الذين يعيشون في المغرب.”انتهت فقرة الخطاب .
ومن اجل ان يوضع العالم المسيحي وقداسة البابا امام الواقع العالمي المؤلم حرص امير المؤمنين ان ياتي في خطابه التصور المحزن الداعي الى تكاثف الجهود من اجل نشر السلام قال امير المؤمنين في خطابه ما يلي :
“تأتي زيارتكم للمغرب، في سياق يواجه فيه المجتمع الدولي، كما جميع المؤمنين، تحديات كثيرة.
وهي تحديات من نوع جديد، تستمد خطورتها من خيانة الرسالة الإلهية وتحريفها واستغلالها، وذلك من خلال الانسياق وراء سياسة رفض الآخر، فضلا عن أطروحات دنيئة أخرى.
وفي عالم يبحث عن مرجعياته وثوابته، فقد حرصت المملكة المغربية على الجهر والتشبث الدائم بروابط الأخوة، التي تجمع أبناء إبراهيم عليه السلام، كركيزة أساسية للحضارة المغربية، الغنية بتعدد وتنوع مكوناتها.
ويشكل التلاحم الذي يجمع بين المغاربة، بغض النظر عن اختلاف معتقداتهم، نموذجا ساطعا في هذا المجال.
فهذا التلاحم هو واقع يومي في المغرب. وهو ما يتجلى في المساجد والكنائس والبيع، التي ما فتئت تجاور بعضها البعض في مدن المملكة.” انتهت الفقرة .
وعلى نفس الاحساس وتحمل المسؤولية قال قداسة البابا كذلك :

“وهذا تحد علينا أن نواجهه جميعا، خصوصا في هذا الزمن الذي قد تتحول فيه الاختلافات وسوء الفهم المتبادل، إلى أسباب للسجال والتشرذم”، مؤكدا أنه، ومن أجل المشاركة في بناء مجتمع منفتح وتعددي ومتضامن، يتعين تطوير ثقافة الحوار وتبنيها باستمرار وبدون تراجع، كدرب ينبغي اتباعها، وتبني التعاون المشترك كسلوك، والتعارف المتبادل كنهج ومعيار.
وأكد قداسة البابا أن هذا “هو الدرب الذي نحن مدعوون لاتخاذه دون كلل، كي نساعد بعضنا البعض على تخطي التوترات وسوء الفهم، والأقنعة والصور النمطية التي تقود دوما إلى الخوف والتصادم، وهكذا نفتح الطريق أمام روح من التعاون المثمر والمتسم بالاحترام”، معتبرا أنه من الضروري مجابهة التعصب والأصولية عبر تضامن جميع المؤمنين. انتهت فقرة الخطاب الباباوي

انها فعلا قواسم مشتركة وكأن أمير المؤمنين وقداسة البابا قد التقيا وتحاورا منذ زمن بعيد ، وقرارا ان يخرجا للعالم بهدا اللقاء التاريخي الذي تجسد في زيارة قداسة البابا وفي الخطابين التاريخيين ألذان يضعا العالم أمام الحقائق المحزنة التي تواجه العالم حاليا ، وكذا الأسس التي يجب ان يتبعها المسئولون المباشرون عبر العالم من اجل أن يسود التعايش والسلم والمحبة والإخاء بدل الكراهية والعنف والحقد والتشدد …
إن أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس وقداسة البابا قد عزما عزما أكيدا على تخطي الحوار والبدء في عمل ملموس وتطبيقي في التعاون المشترك لإخراج الأفكار النبيلة الى ارض الواقع لتكون المملكة المغربية والفاتيكان قدوة لباقي دول العالم قاطبة من اجل نشر الخير والسلام والمحبة..

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً